هل الانسان خيّر ام شرير بالفطرة؟

 ما الذي يجعل الأمير السعودي محمد بن سلمان آل سعود بهذه القوة؟

الإجابة ببساطة تتمثل في الملك الحالي للمملكة العربية السعودية وهو الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود، وهو رجل ثقيل في العائلة المالكة.

الملك سلمان (حكم من 2015 إلى الوقت الحاضر).ولد سلمان بن عبدالعزيز عام 1935م  وهو نجل مؤسس الدولة الملك عبد العزيز بن سعود. في الستينيات عندما كان الملك سلمان في أواخر العشرينات من عمره ، عينه أخوه الملك سعود (1953-1964) حاكمًا للرياض ، عاصمة المملكة. هذا منصب سيشغله خلال الـ 48 سنة القادمة!

لم يكن الملك سلمان حينها حاكمًا غير فعال او فاسد ، فقد وضع نفسه في شبكات مختلفة ، وعمل مع الملوك للحفاظ على النظام داخل المملكة وفي العائلة المالكة وكان قوة دائمة في اقتصاد الرياض وسياستها ومجتمعها. هذا جعله أحد أقوى الأمراء حيث حصلت الرياض أيضًا على جزء كبير من عائدات النفط في المملكة العربية السعودية. وفي عام 1981 ، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً أشار فيه ضمنيًا إلى أن سلمان هو من يمارس تأديب الأسرة.

رجل الحزم

قال الأمير سلمان ، أمير منطقة الرياض ، عندما يستفسر الزوار عن الامتياز الأميري: "لدي عدة أمراء في سجني في هذه اللحظة". حكام المملكة لا يحبون أن يروا الجانحين من الأسرة يتعرضون للإذلال علنا. الأمراء ليسوا محبوسين في سجون عادية ، لكن إذا خالف الأمير القانون أو أحدث فضيحة ، فإن الأسرة تؤدبه بحزم بما فيه الكفاية.

ما مدى استقرار السعوديين في ظل الاستفزاز الإيراني؟ 

التاريخ يتحدث: إيران لم تعمل بهذه الطريقة بكل المقاييس. استحوذت عائلة الشاه على أكثر من نصيبها العادل من الأعمال ، تمامًا كما يفعل آل سعود في المملكة. لكن الروابط بين النخبة الحاكمة وجماهير الشعب في إيران كانت أقل تنوعًا. لا يمكن أن يكونوا على خلاف ذلك. هناك العديد من الطرق التي يتعامل بها  آل سعود مع سكان المملكة. اما في ايران فقد كان عدد أفراد عائلة الشاه وأقاربهم بضع عشرات على الأكثر ، فقدوا من بين 37 مليون نسمة. كان عمال المصانع والأجراء في إيران يشكلون بروليتاريا حقيقية. اما على أساس نصيب الفرد ، بلغ متوسط ​​نفط الشاه البالغ 4 ملايين برميل يوميًا 5 دولارات للفرد في اليوم بالأسعار الحالية. وبنفس الحساب التقريبي ، فإن المتوسط ​​لكل رجل وامرأة وطفل سعودي هو 75 دولارًا. 

 يوجد في المملكة العربية السعودية مليوني إلى ثلاثة ملايين عامل زائر في البلاد ، ونسبة كبيرة منهم - كما يقول البعض ما يصل إلى مليون - هم من شمال وجنوب اليمن. يخشى بعض المراقبين أنه في حالة حدوث اضطراب أو صراع في المملكة العربية السعودية ، يمكن أن تشكل هذه المجموعة الغريبة نوعًا من الطابور الخامس. ولكن حتى الآن ، على الأقل ، لم يكن هناك دليل على التسييس بين هؤلاء العمال الضيوف ، الذين تساهم تحويلاتهم المالية في الوطن مساهمة مهمة في اقتصادات بلدانهم الأصلية. في قلب كل هذه القضايا يكمن آل سعود وطبيعة قوتهم. 

بنوا المملكة. هل يمكنهم الاحتفاظ بها؟

 بيت آل سعود له تاريخ فخور وعريق. لقد وحدوا مشايخ  شبه الجزيرة العربية في السنوات الأولى من هذا القرن في دولة واحدة، وذلك بقليل من البنادق والجمال والعقيدة الدينية. 

الأمير محمد بن سلمان ليس نجل أقوى ملك سعودي، يتم وضع سياساته موضع التنفيذ لأن والده يسمح له بذلك فقط، وانما لأنه متأصلة فيه القوة أبا عن جد.

لقد أمضى الملك سلمان 48 عامًا في حكم الرياض ، عاصمة المملكة. 48 عامًا من التشبيك وبناء النفوذ والسياسة. لديه حلفاء وعملاء في كل جهة حكومية سعودية ، بل في كل بقاع الأرض وهذا هو السبب الذي يبقي المملكة جبلاً شامخاً يتصدى لرياح الحقد والطمع.