القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث عن الجاحظ "الاديب المنسي"


الجاحظ

الكاتب المنسي

كان من كبار الادباء في العصر العباسي، ولد في البصرة وتوفي فيها، انه الأديب العربي أبو عُثْمان عُمَرُو بن بَحر بن مَحْبُوبٌ بن فَزارَة اللَّيْثِيّ الْكِنَانِيّ الْبَصَرِيّ المعروف بالْجَاحِظ (159 هـ-255 هـ).

قال ابن خلدون: «سمعنا من شيوخنا أن أصول الأدب وأركانه أربعة كتب هي: أدب الكاتب لابن قتيبة، كتاب الكامل للمبرد، كتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب الأمالي لأبي على القالي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع منها".

حقا ما أهمية معرفته؟

وقد يتساءل البعض: لم هذا الاهتمام بعمرو بن بحر الجاحظ؟ وللإجابة عن هذا التساؤل لا بد من الوقوف عند الجاحظ بدءاً من عصره والمؤهلات الحضارية التي كانت تملأ فضاء الجغرافيات العربية الإسلامية والوقوف عند حياته الشخصية وتركيبه النفسي والعقلي ودراسة آثاره التي توجت الزمان منذ القرن الثاني الهجري مع استمرار تأثيرها الأدبي والفكري والعلمي حتى يومنا هذا.. وما زال الباحثون على مختلف ثقافتهم وأديانهم يتأملون في كل ما كتبة الجاحظ.

فقد دون لنا على مدار مسيرته ثلاثمائة وخمسون من الكتب والرسائل التي شملت كثيرا من ثقافة عصره وكان يطرح في أسلوب كتابته كثيرا من واقعه الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وهذا الأسلوب تميز بأصالته ونقاءه وخلوه من اي شائبة. وقد كتب في مختلف المواضيع، فكتب في نظم القرآن وإثبات النبوة والرد على الفرق الدينية والعنصرية كما كتب عن الحيوان، والزرع، والشجر، والأدب، والأخلاق، والاجتماع، والاقتصاد، والسياسة، والتاريخ، والجغرافيا، والطقس، والطبيعية، والمعادن، والأصباغ، وعلم النفس، وحيل اللصوص، واختبار الخلفاء، وقد سئل أبو العيناء ذات مرة: أي شيء كان يحسن الجاحظ الكتابة فيه؟ فقال: ليت شعري أي شيء كان الجاحظ لا يحسن الكتابة فيه... وأورد المسعودي المناهض له في أكثر من حقل سياسي وديني في كتابه (مروج الذهب ومعادن الجوهر): لا يعلم أحد من الرواة والعلم أكثر كتباً من الجاحظ.

واليكم أصدقائي قائمة بأشهر أعماله:

 البيان والتبيين، البخلاء، المحاسن والأضداد، تفضيل النطق على الصمت، فصل ما بين العداوة والحسد، طبقات المغنين، المعاد والمعاش، كتمان السر وحفظ اللسان، رسالة في الجد والهزل، النساء والحجاب.

وقال الجاحظ في عدم تغليظ الحجاب على النساء:(لم يزل للملوك والأشراف إماء تختلفن في الحوائج ويدخلن في الدواوين ونساء يجلسن إلى الناس ويبرزن على أحسن ما كن وأشد ما يتزين به فما أنكر ذلك منكر ولا عابه عائب.. والدليل على أن النظر إلى المرأة ليس بحرام أن المرأة المغنية تبرز للرجال فلا تحتشم من ذلك، فلو كان حراماً وهي شابة لم لا يحل إذا كبرت؟ ولكنه أمر أفرط فيه المعتدون حد الغيرة إلى سوء الخلق وضيق الفطن فصار عندهم كالحق الواجب ... ذلك هو الجاحظ الذي قال عنه الزبيدي الأندلسي (رضيت بكتب الجاحظ في الجنة بدلاً من نعيمها) ولعله قال ذلك لأنه كان دائرة معارف عصره إضافة إلى ما امتاز به من السهولة والعمق وكان إذا خشي ملل القارئ انتقل به من جد إلى هزل ومن حكمة بليغة إلى طرفة ظريفة ولهذا وصفه ثابت بن قره بأنه جمع بين الفطنة والمعرفة والرأي والأدب والنثر والنظم.

وفي الحقيقة كان الجاحظ أكثر حظاً من غيره إذ استطاع أن ينال الاعجاب في كل مكان، حتى قال فيه أبو الحسن بن داوود:( فخر البصرة بأربعة كتب: كتابا البيان والتبيين والحيوان للجاحظ وكتاب سيبويه وكتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي) كما اعتبر الباحثون والنقاد أن كتاب البيان والتبيين أحد أربعة كتب لا بد للأديب من الاعتماد عليها كي يشتد عوده وترسخ أقدامه في دنيا الأدب.

عندما كان عمرو بن بحر الجاحظ شابا صغيراً أجاد علوم زمنه وفنونه واهتم كثيرا بالمسائل العقائدية التي كانت شائعة في عصره، وانضم الي صفوف المعتزلة، حتى أصبح صاحب فرقة من فرق المعتزلة وسميت تيمناً باسمه “الجاحظية".

وكانت الحكمة ضالته والنقد والتمحيص ميزانه على ضوء العقل النقدي مع التركيز على أهمية التجربة الحية والبرهان الموضوعي وضرورة الشك المنهجي للوصول إلى الحقيقة ولعل تواصله الدائم مع الوراقين والمكتبات التي كان يستأجرها ليلاً ليعب من مخزونها وتواصله مع الأعراب في البادية ليأخذ عنهم اللغة العربية بكل نقائها كان السبب الرئيسي في عدم فوات شيء عليه من علوم ذلك الزمان.

ذلكم هو عمرو بن بحر الجاحظ. ومن يدري لماذا أطلق عليه اسم الجاحظ، فأقرب القول هو بسبب جحوظ عينيه.

عاش الجاحظ ما يقرب من تسعين عاما، وقد أقعدة الشلل، وبينما كان جالسا في مكتبته يطالع الكتب كعادته، اذ برف الكتب ينهار فوقه فأرداه ميتاً، مات عمرو بن بحر الجاحظ مدفونا بالكتب والمجلدات في عام 868م الموافق 255 هـ.

ولكن ترك لنا الجاحظ وراءه كتباً وافكاراً مازالت خالدةً الي يومنا هذا.

تعليقات

التنقل السريع